Taroudantpress - تارودانت بريس :مبروكي: النزاعات العلنية العميقة تخفف الإحباطات النفسية للمغاربة

مبروكي: النزاعات العلنية العميقة تخفف الإحباطات النفسية للمغاربة

مبروكي: النزاعات العلنية العميقة تخفف الإحباطات النفسية للمغاربة

قال جواد مبروكي، الخبير في التحليل النفسي، إن "النزاع في العلاقات ضرورة حيوية للمغاربة"، مشيرا إلى أن "المغربي يعيش عدة صراعات مع نفسه أولاً، كما يفتقد القدرات للوصول إلى التصالح مع شخصه وجسده وماضيه وحاضره"، وزاد: "يُسقِط دائمًا المغربي صراعاته النفسية والشخصية على الآخرين، باعتبارهم أعداء، وهكذا يتأكد له أنه الضحية".

وأضاف مبروكي، في مقال تحليلي حول ظاهرة نشر النزاعات الشخصية في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، أن "هذه الصراعات العلنية العميقة تُمكن المغربي من تخفيف كل إحباطاته النفسية، وبالتالي يلجأ إلى استخدام القوة والعنف"، موضحا أنه "لا يتوفر، بسبب التربية المغربية العنيفة، على الأدوات النفسية اللازمة لتسوية النزاعات والاعتراف بنصيبه من مسؤولياته في النزاع وتحملها".

وأردف أن "هذه الأسباب تجعله يغضب بسرعة ويفقد السيطرة على نفسه، ويلجأ بسهولة إلى العنف المندفع"، معتبرا أن "المغربي لا يستطيع أن يشعر بوجوده بدون النزاع والعنف؛ الأمر الذي يدفعه دائما إلى الانتقام بتشويه الخصم لاستدامة النزاع"، مشددا على "المغاربة، بنفس الطريقة، لا يستطيعون أن يتَّحِدوا إلا في الاضطهاد والنزاعات والمشاجرات مع خصم مشترك واحد (مدير، زميل العمل، جار، الأصهار)".

وتابع الخبير النفسي قائلا: "يتم التعبير عن هذا الانتقام من خلال الفضيحة "وْالله حْتى نْديرْ بِكْ بوق فْ المْدينة أو فْ الدّْوّارْ"، "وْالله حْتّى نْشْوّْهْ بِكْ مْعَ لِيْعْرْفْكْ وْاللي مَيْعْرْفْكْشْ وْاللي مَعْمّْرو وْلا عْرْفْكْ غَدي يْعْرْفْكْ دَبا ها نْتَ غَدي تْشوفْ"، مستطردًا: "كم من مرة سمعنا امرأة بنافدة منزلها تصرخ "واكْ واكْ اَعِبادْ الله راهْ هْلْكْني هادْ الراجل أو هادْ البْنْت أو هادْ العْكوزَة".

وأبرز الخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي أنه "قبل ظهور وتعميم الشبكات الاجتماعية، لم يكن للمغربي وسيلة سوى فمه وصوته لإثارة الفضيحة، التي يبقى صداها منحصر فقط داخل دائرة الجيران والعائلة"؛ لكن الآن، يضيف مبروكي، أن "المغربي أصبح يتوفر على عدة وسائل إعلامية".

"ينشر بسهولة كل ما يرغب فيه على المواقع الاجتماعية لتشويه صورة الخصم. وبطبيعة الحال، كل ما يتعلق بالمشاهير، تبقى وسائل الإعلام رهن إشارتهم"، يقول المصدر ذاته، خاتما: "مع الأسف، بشكل فجائي تطورت أدوات الإعلام بدون أي تطور في النضج العاطفي عند المغاربة".

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-